مداد القلم
نشر في الراية بتاريخ
09/12/2007
علام نعطف الصفة؟
المتعارف عليه في اللغة العربية أن الصفة تتبع الموصوف، ولكن عندما يتعدد الموصوف قبل الصفة وتتعدد الرؤى السياسية في الطرح أو تتوحد، بأي موصوف نتبع الصفة؟ هذا ما أجابته قمة الخليج ال28 في الدوحة، فحين اتبع الإيرانيون صفة (الفارسي) على الموصوف (الخليج) مباشرة، تنحى العرب وتسامحوا حتى في أولويات النعت التابع فنعتوا به الموصوف السابق لا اللاحق فأرجأوها بوصفهم (دول الخليج العربية) وليس (دول الخليج العربي).
وإذا تجاوزنا أولويات وأفضليات التابع وأول متبوع في اللغة العربية، إلى أولويات الحنكة السياسية وتوابعها. فلن يكون الطرح والتحليل وسؤالنا هذا محور لإثارة القلاقل والنزاعات حول تسمية الخليج العربي على إثر القمة الناجحة، ولربما فرضت الدبلوماسية الدولية نفسها على الطرح من جانب الخليجيين أكثر مما وجدناها لدى الجانب الإيراني في افتتاح القمة نفسها، بل وحتى في الختام عندما أثار أحد الصحفيين في المؤتمر الصحفي الختامي لإعلان التوصيات تساؤلا حول شدة تمسك نجاد بمصطلح الخليج الفارسي في الخطاب الذي حمله رسائل سياسية فوقية فرضية.
تداول القمة للصفة في الافتتاح ومن ثم إجابة معالي رئيس الوزراء في المؤتمر الصحفي تعكس مواقف دولة قطر وتعكس حنكة سياسية في إرادة عدم التصعيد لإقليم مع دولة على مسميات لها أبعاد تاريخية قديمة الطرح ومختلفة كل يتمسك فيها بوجهة نظره، كما يعكس عدم اللغو فيها إلى السمو بالقمم المصيرية مثل قمة الدوحة الناجحة إلى قضايا القلب العربي والإسلامي الدولية التي باتت تؤرق المصير المشترك، والواقع الحالي للأزمات الدولية التي باتت تستخدم إيران مرة أخرى لزعزعة أمن الخليج بعد انهيار الجدار الشرقي والدرع الصامد المتمثل في العراق وحكومة (صدام حسين). وبعيدا عن السياسة وعن تحليل المصالح المشتركة بين أطراف النزاع الدولية على منطقة الخليج، دعونا نعود قليلا إلى مواقف كل من الخليج وإيران حول التسمية، بعد أن نحلل الخلاف حول المسمى من واقع بعض كتب التاريخ خصوصا وإن بعض المحللين الفرس والخليجيين أنفسهم أنكروا تسميته بالخليج العربي بل ذهبوا ابعد من ذلك في أنه لم يطلق عليه سوى (الخليج الفارسي) وإن تسميته ب(العربي) اختراع (ناصري) في الستينيات من القرن الماضي. وما يدحض هذا الرأي أن: النقوش الأكادية قد دلت على أن الاسماء التي كانت تطلق على الخليج في العصور القديمة تعددت وكان منها (البحر الأدنى) أو (المر) وأسماء أخرى مثل : (خليج البصرة) (خليج القطيف) (خليج البحرين).
إن تسمية الخليج بالعربي تعود إلى القرن الأول للميلاد وفقا للمؤرخ الروماني (بلينجي) الذي عاش بين عام 62م وعام 125م.
إن الرحالة الدانمركي (نيبور) قد أكد امتلاك العرب لجميع السواحل البحرية للإمبراطورية الفارسية من مصب نهر الفرات إلى مصب الاندوس ، هذا الوجود الذي نشأ في عهد أول ملوك الفرس وسبق وجودهم فيها حتى الفتح الإسلامي لبلاد فارس وامتد الوجود العربي على السواحل الشرقية للخليج حتى العصر الحاضر.وقبل عبد الناصر (المدعى عليه بالتسمية) أصدر المؤرخ الإنجليزي (رودريك أوين) كتابا عام 1957م عن الخليج حمل عنوان (الفقاعة الذهبية وثائق الخليج العربي). الطريف في الأمر أن الجانب الإيراني على خلاف الجانب الخليجي متعصب في التمسك بطرح المسمى في كل مناسبة وليس أدل على ذلك من عدد مرات تكرارها في خطاب الرئيس الإيراني يوم افتتاح القمة هذا في الوقت الذي استخدم فيه الخليجيون مسمى (دول الخليج العربية) في عطف للصفة على الموصوف البعيد ، دون المماطلة أو المجادلة أو خلق البلبلة.
وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران أصدرت في نوفمير 2004 قرارا بمنع دخول مجلة ’’ناشيونال جيوغرافيك’’ ومنع تجديد بطاقات مراسليها ودخولهم لإيران معاقبة لها على استخدام تسمية (الخليج العربي) بدلا من (الفارسي) في الأطلس الجديد خصوصا إنها أشارت فيما أشارت إليه أن الجزر الإماراتية (طنب الصغرى والكبرى وأبوموسى جزر محتلة من قبل إيران، وهذا ما اعتبرته إيران متعارضا مع مصالحها وسيادتها الوطنية.
هددت إيران العام الماضي بمقاطعة دورة الألعاب الاَسيوية في الدوحة إذا استخدموا (العربي) بدل (الفارسي).
الجمارك الإيرانية قررت العام الماضي عدم إدخال أي بضائع كتب عليها (صناعة الخليج العربي) وأصرت على استبدالها بالخليج الفارسي.
ولسنا نعلم ماذا سيكون موقف السوق الخليجية المشتركة من ذلك بعد أن أصبحت قوة إقليمية وأصبح إعلانها وشيكا في يناير القادم؟ إن ما يتوجب علينا هو عدم إثارة الخلافات الثانوية، وهذا ما تم من قبل قائد قمتنا ومن قبل السياسيين المحنكين منا نظرا لهدف بحث موضوعات أعمق تأثيرا على سياستنا الدولية ، فقضايانا المصيرية أثمن من أن نبددها في قضية خلافية حول ممر مائي، اللهم إلا إذا كانت تلك مدعاة للتعارض مع مصالح دول الخليج أو سيادتها الوطنية على أراضيها. فسياسة المحنكين لا نظنها ستغيب.
وإذا تجاوزنا أولويات وأفضليات التابع وأول متبوع في اللغة العربية، إلى أولويات الحنكة السياسية وتوابعها. فلن يكون الطرح والتحليل وسؤالنا هذا محور لإثارة القلاقل والنزاعات حول تسمية الخليج العربي على إثر القمة الناجحة، ولربما فرضت الدبلوماسية الدولية نفسها على الطرح من جانب الخليجيين أكثر مما وجدناها لدى الجانب الإيراني في افتتاح القمة نفسها، بل وحتى في الختام عندما أثار أحد الصحفيين في المؤتمر الصحفي الختامي لإعلان التوصيات تساؤلا حول شدة تمسك نجاد بمصطلح الخليج الفارسي في الخطاب الذي حمله رسائل سياسية فوقية فرضية.
تداول القمة للصفة في الافتتاح ومن ثم إجابة معالي رئيس الوزراء في المؤتمر الصحفي تعكس مواقف دولة قطر وتعكس حنكة سياسية في إرادة عدم التصعيد لإقليم مع دولة على مسميات لها أبعاد تاريخية قديمة الطرح ومختلفة كل يتمسك فيها بوجهة نظره، كما يعكس عدم اللغو فيها إلى السمو بالقمم المصيرية مثل قمة الدوحة الناجحة إلى قضايا القلب العربي والإسلامي الدولية التي باتت تؤرق المصير المشترك، والواقع الحالي للأزمات الدولية التي باتت تستخدم إيران مرة أخرى لزعزعة أمن الخليج بعد انهيار الجدار الشرقي والدرع الصامد المتمثل في العراق وحكومة (صدام حسين). وبعيدا عن السياسة وعن تحليل المصالح المشتركة بين أطراف النزاع الدولية على منطقة الخليج، دعونا نعود قليلا إلى مواقف كل من الخليج وإيران حول التسمية، بعد أن نحلل الخلاف حول المسمى من واقع بعض كتب التاريخ خصوصا وإن بعض المحللين الفرس والخليجيين أنفسهم أنكروا تسميته بالخليج العربي بل ذهبوا ابعد من ذلك في أنه لم يطلق عليه سوى (الخليج الفارسي) وإن تسميته ب(العربي) اختراع (ناصري) في الستينيات من القرن الماضي. وما يدحض هذا الرأي أن: النقوش الأكادية قد دلت على أن الاسماء التي كانت تطلق على الخليج في العصور القديمة تعددت وكان منها (البحر الأدنى) أو (المر) وأسماء أخرى مثل : (خليج البصرة) (خليج القطيف) (خليج البحرين).
إن تسمية الخليج بالعربي تعود إلى القرن الأول للميلاد وفقا للمؤرخ الروماني (بلينجي) الذي عاش بين عام 62م وعام 125م.
إن الرحالة الدانمركي (نيبور) قد أكد امتلاك العرب لجميع السواحل البحرية للإمبراطورية الفارسية من مصب نهر الفرات إلى مصب الاندوس ، هذا الوجود الذي نشأ في عهد أول ملوك الفرس وسبق وجودهم فيها حتى الفتح الإسلامي لبلاد فارس وامتد الوجود العربي على السواحل الشرقية للخليج حتى العصر الحاضر.وقبل عبد الناصر (المدعى عليه بالتسمية) أصدر المؤرخ الإنجليزي (رودريك أوين) كتابا عام 1957م عن الخليج حمل عنوان (الفقاعة الذهبية وثائق الخليج العربي). الطريف في الأمر أن الجانب الإيراني على خلاف الجانب الخليجي متعصب في التمسك بطرح المسمى في كل مناسبة وليس أدل على ذلك من عدد مرات تكرارها في خطاب الرئيس الإيراني يوم افتتاح القمة هذا في الوقت الذي استخدم فيه الخليجيون مسمى (دول الخليج العربية) في عطف للصفة على الموصوف البعيد ، دون المماطلة أو المجادلة أو خلق البلبلة.
وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي في إيران أصدرت في نوفمير 2004 قرارا بمنع دخول مجلة ’’ناشيونال جيوغرافيك’’ ومنع تجديد بطاقات مراسليها ودخولهم لإيران معاقبة لها على استخدام تسمية (الخليج العربي) بدلا من (الفارسي) في الأطلس الجديد خصوصا إنها أشارت فيما أشارت إليه أن الجزر الإماراتية (طنب الصغرى والكبرى وأبوموسى جزر محتلة من قبل إيران، وهذا ما اعتبرته إيران متعارضا مع مصالحها وسيادتها الوطنية.
هددت إيران العام الماضي بمقاطعة دورة الألعاب الاَسيوية في الدوحة إذا استخدموا (العربي) بدل (الفارسي).
الجمارك الإيرانية قررت العام الماضي عدم إدخال أي بضائع كتب عليها (صناعة الخليج العربي) وأصرت على استبدالها بالخليج الفارسي.
ولسنا نعلم ماذا سيكون موقف السوق الخليجية المشتركة من ذلك بعد أن أصبحت قوة إقليمية وأصبح إعلانها وشيكا في يناير القادم؟ إن ما يتوجب علينا هو عدم إثارة الخلافات الثانوية، وهذا ما تم من قبل قائد قمتنا ومن قبل السياسيين المحنكين منا نظرا لهدف بحث موضوعات أعمق تأثيرا على سياستنا الدولية ، فقضايانا المصيرية أثمن من أن نبددها في قضية خلافية حول ممر مائي، اللهم إلا إذا كانت تلك مدعاة للتعارض مع مصالح دول الخليج أو سيادتها الوطنية على أراضيها. فسياسة المحنكين لا نظنها ستغيب.