الجمعة، 6 أبريل 2012

وطــــَــــــــنٌ وعاصـــِـــــــــــمةٌ

* مجلة العاصمة               
ديسمبر 2010
لما كان شعار دولة قطر وعاصمتها الدوحة هذا العام  "الثقافة وطن"،   فإننا بقلوبنا وعقولنا نعلن انتماءنا إلى وطنها الحق ونأمل حصولنا على جوازات السفر التي تخولنا لهذا الوطن الدائم دون أن تجري علينا اشتراطات الحصول على تأشيرات السفر من قطر إلى آخر . دون أن تفرض علينا قيود متعددة من اجل دخول وطن والخروج لغيره لأننا حينها مواطنون دائمون وشرعيون  نحمل أسمى جواز لأسمى الأوطان ،انه وطن الفكر والإبداع ، إنه الانتماء المشترك بيننا جميعا الذي لا نستشعر  معه غربة أو اغتراب. إنها الوحدة الثقافية ...

حققت دولة قطر  في احتضان العاصمة احتواء الثقافات المتعددة وليست العربية فحسب فكانت وعاء لها ، لذلك فان الثقافة هي الوطن الذي لا نشعر معه بأي اغتراب ، هي الحضن الذي نحنّ لعبق رائحته الزكية.
 لذلك ونحن نودع عاصمة الثقافة  "الدوحة "  هذا الشهر ، فإننا وإن كنا قد تركنا عزيزا إلا إننا  نسلم عهدة وأمانة وبها وبتسليمها لم نترك الوطن الأم الذي اختارته قطر مظلة للعهدة التي ستسلمها لمن يليها ، فالثقافة هي المأوى.. هي المحضن... هي الأم الرؤوم للبشر جميعا توحدهم روابطها.
هي وطن الأوطان، تختصر وطنية الجغرافيا والمواقع والمساحات،  تختصر غدر الزمان وهجر الأوطان تحت ويلات الحروب.
 ألم يصنع أدباء المهجر لهم في الأمريكتين وطنا بل حفل الأدب فيها بإسهاماتهم بل ووسموا بمسمى أدباء المهجر ؟
نبغوا وتفوقوا وأبدعوا ونسجت إبداعاتهم البعد المكاني للموطن وكان الحنين للوطن هو المحرك الرئيس ، فأدب المهجر عربي المحتوى مهجري الموطن لأن الثقافة لا تحفل بالسدود ولا القيود بل تتخذ الكون وطنها مهما كانت روابطها قلمية كانت أو أندلسية .

فارتفع صوت الضاد  هناك عالميا لأنها رسالة يحملها  الفكر وارتفع الفكر أيضا من منطلقات أخرى من قبل ناطقي العربية بلسان ثنائي أو ثلاثي احتوى لغته وكان وعاء أيضا لما كان ضيفا عليه من لغات وفقا للغات السائدة في الأقطار التي هاجر إليها الأدباء كالإنجليزية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية.

لم يكن مهجرا ....بل وطنا فلنحكم جميعا بعالمية العاصمة إذا كانت فكرية،
أليست الثقافة هي الوطن، إنها جنسية عالمية لأنها رمز العقل والإنسانية والموهبة التي تجري من الإنسان مجرى الدم ويتنفسها في كل هواء.
إذا....
هي ما يجدر أن يحتفي بها العالم في وحدة شاملة تشكل اختلاطا كونيا وامتزاجا ثقافيا فريدا.
ولعل الدوحة في وطنية عاصمتها كانت كونية فاحتضنت الأمم على مدار العام في بقعة صغيرة جغرافيا عظيمة وعالمية مكانيا وزمانيا ،
 واليوم تتابع الأمم الممتزجة فيها عن كثب عهدة الأمانة الكونية وهي تنتقل إلى عاصمة أخرى .
طابتْ الدوحةُ عاصمةً ... ودامتْ الثقافةُ رمزاً وموطناً للجميعْ.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق