الجمعة، 6 أبريل 2012

الثقافة عابرة الحدود والقارات...

مجلة العاصمة             
أكتوبر- 2010

لن نتحدث حتما عن مفعول الكلمة والحرف مسطرا في حركة التأليف ذاتها التي تعبر بمعناها وسحرها حتما الحدود والقارات،   ولكن تأتي اليوم الثورة الرقمية والانفجار المعرفي بل وتكتسح وسائل التواصل الاجتماعي كل الحدود لتسبح الثقافة في سماء حرة يعلم من في الشرق ما هو في الغرب قبل ان يرتد الى الإنسان طرفه ولكن بضغطة زر واحده على الشاشة الرقمية .
هذه الميزة لم تضفِ ارتقاء ثقافيا للمعرفة العامة فحسب بل المعارف العلمية  والمهنية والبحثية التي طورت العلم ويسّرته بل وحتى وادوات التواصل الاجتماعية المباشرة السريعة.
المتنبي صدح قائلا "وخير جليس في الزمان كتاب" صدق القول ولكن تعددت أشكال الكتب  إلى الرقمية  فعلى مستوى أثرها على الثقافة العامة لم يعد كتابا ليمنع من النشر ، فقد "قطعت جهيزة قول كل خطيب" كما يقول المثل العربي ، و جهيرة اليوم هي أدوات النشر الإلكتروني التي تسهل وتعزز بلا شك - في بروتوكولات ومعايير نشر متعارفة-  نشر كل جديد ، هذا في إطار النشر الذي يتمتع بمساحة حرية أكبر على المستوى السيبرنتي.

أما في إطار الانتشار المعرفي وتسهيل القراءة فإنه لم يعد الكتاب رهينا للورق بل دخل ميدان الآليات التقنية التنافسي حتى باتت الكتب مخزنة في مساحة صغيرة على ملفات خاصة بالكتب أو أجهزة الهواتف المحمولة وما شابهها في تنافس رقمي يومي لن نقول "محموم" بل حميم ، يختزل عمرا طويلا كانت الثقافة تخضع لعامل الوقت والمادة فيه قسرا وسط وسيط الدواة و الكتب المنشورة ومن خلال دور الكتب والمعارض الترويجية .
 ولكن لم يدرٍ المتنبي وهو راقد في قبره ان الكتب  وهي "خير جليس" تحتاج إلى تعريب لتدخل حيز اعز مكان في الدنى. "الحيز الرقمي"
فالثقافة الإلكترونية مصطلح جديد في أبجديات الشعوب بعد أن تحول كل شيء إلى الحالة الرقمية، ربما تطال ما سنأكل أيضا  بعد أن نجحت شبكة الإنترنت في تغيير وجه الحياة  والعالم والكون بأسره في موجه أسموها رقمية أو سيبرنتية أو ثالثة  أو خامسة أو حتى عاشرة أو ربما ضوئية .
 المهم في ذلك كله إن الثقافة العربية في التحدي عابر القارات نتمناها ألا تظل حبيسة الموجة الأولى ولا حتى الثانية لأننا يجب أن نجاري التطور الرقمي إن لم نسابق، خصوصا وإننا لا زلنا متأخرين في المحتوى الإلكتروني العربي على الانترنت الذي  يقتضي تطور تقنيات المعالجة والحلول للنص العربي، ضمن لغة ترميز النص الحي والترجمة الحية التقنية، والتعرف الآلي الضوئي على النصوص، والتحليل الصرفي، والبحث واسترجاع النصوص وتطوير المتصفحات العربية ووسائل تحرير النشر العربي في برامج بحث عربية .
لقد تفوقت وسائل البحث العالمية في تسهيل وتيسير النشر الإلكتروني العربي حتى في آخر ما صدر منها في تشكيل النصوص فيما طرح في "غوغل تشكيل" عوضا عما يتجرعه أتباع سيبويه ونحوه وصرفه في مدارس اللغة ، فنتمنى ان يكون عام عاصمة ثقافة قطر عاما مغدقا على  محتوى النشر العربي السيبرنتي وعلى الثقافة العربية عابرة القارات.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق