الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

استرايجية للإعلام و جامعة نورث ويسترن في قطر

الشرق
الأحد 10 يناير 2010 

إستراتيجية للإعلام و
North Western state Univesity

كان خبرا جميلا  أن يطلق اسم صاحب السمو الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني  على ثلاث درجات أستاذية جديدة في جامعة نورث وسترن الأم  في ايفانستون، الينوي، في الولايات المتحدة الأمريكية والتي تدعمها  وتمولها مؤسسة قطر في مجالات الصحافة، والاتصالات، ودراسات الشرق الأوسط لتعبر عن رؤية مؤسسة قطر للشراكة مع المؤسسات الأكاديمية المرموقة في هذا المجال لما لها من اهداف لمجتمع المعرفة  وإطلاق العنان للطاقات الإنسانية الكامنة إضافة إلى ما تشكله هذه الدرجات في الإعلام على وجه الخصوص من توافق مع ما تشهده دولة قطر من الاهتمام بهذا المجال الخصب.

ذلك المجال  الذي حلق بالجزيرة افاقا دولية وحقق مجدا لقطر فيها، وأوجب ضرورة توافق هذه النجاح الإعلامي العملي مع بنية إعلامية تحتها في مجالها وبأعلى المقاييس العالمية في التعليم والتأهيل والإعداد والتدريب ذلك الذي تعد نورث ويسترن أحد اهم بيوت التأهيل في مجاله ليس في قطر فحسب بل في منطقة الشرق الأوسط التي تعوزها الجامعات العالمية المعايير في مجاله.
وإذا كانت اسطورة نورث ويسترن الأم تعول على اختيار موقعها بداية في عام 1850 م بارتحال مؤسسيها بعربة "Wagon"   قادها مؤسسوها   12 ميلا الى الشمال من شيكاغو الى موقع على ساحل بحيرة متشغين ليلقوا  قبعاتهم ليختار لهم الهواء الطلق موقعها  ليقرروا تيمنا به و في صوت واحد : ""This Is the Place"
فإن دخولها قطر على نحو مغاير ، إذ لم تختر الموقع الذي كان جزاما هو المدينة التعليمية بل ما سيخلده التاريخ كأ سطوره هو كيف  قطعت صاحبة السمو سبعة آلاف ميل إلى مقر الجامعة الأم وغيرها من جامعات عالمية عريقة في مجالات أخرى لا لترمي فبعتها لأي جامعة يقع اختيار الهواء الطلق عليها ، بل لانتقائية مدروسة في عناية في اختيار الجامعات والتخصصات التي ستقدم بل وستضيف لقطر ولمنطقة الشرق الأوسط افاقا عالمية رحبة في التعليم في بيئاتنا المحلية ،. وبالتأكيد سيخلد التاريخ كيف قطع الفكر التقدمي للقيادة القطرية لسمو الأمير وسموها أضعاف هذه الأميال في رؤية سديدة وارهاصات مبكرة للتعليم العالي في الوطن العربي. وجد صداها القطريون ورافقهم فيها طلاب من كل أقطار الوطن العربي بل أكثر لينهلوا العلم في بيئة عربية بمقاييس دولية.
 ولكن مع كل هذه الإرهاصات المبكرة ،وفرحتنا بها إلا إن  هناك إرهاص آخر جدير بالنظر وهو ضرورة ان تخدم هذه الكليات وغيرها من مشروعات إعلامية خطط استراتيجية اعلامية لدولة قطر للموارد البشرية في مجال الإعلام في كل تخصصاته ، إذ نحن في دولة تعاني رغم السيرة المحمودة في الإعلام الدولي شح الموارد البشرية المتخصصة في هذا المجال، وندرة الممتهنين في مجاله ، وضعف الإقبال على مجالاته الميدانية المتعددة وتراجع مستوى الإعلام المحلي عن مستوى الإعلام الدولي فيها عند المقارنة بين الجزيرة والإعلام الرسمي وضعف الإمكانات المسخرة للإعلام المحلي وللصحف وممتهنيها قياسا على تلك المقدمة للإعلام الدولي ومؤسساته فيها.
وإذا كانت نورث ويسترن قطر ممثلة  بكلية ميدل للصحافة وضعت لرؤية أن تعد الطلاب للالتحاق بمهن في الصحافة المطبوعة والمذاعة ووسائل الاعلام الاخبارية على الانترنت، وان تعد كلية الاتصالات الطلاب لدرجة في صناعات وسائل الإعلام والتكنولوجيات،  وللإدارة والأدوار الخلاقة في الاتصال وقطاع الإعلام، وللمشاركة المدنية المسؤولة في وسائل الاعلام العالمية، تجدر الإشارة إلى أهمية ذلك كله لمستقبل قطر،
 ولعل التخصص في عدد من مجالات الإعلام لا يضيره التعليم الأحادي اللغة، ولكن الإشكالية الوحيدة التي ستواجهها مخرجات التعليم ومدى تناسبها مع سوق العمل في قطر والوطن العربي هي في مجال الصحافة بشتى فنونها إذا كانت تدرس فقط باللغة الإنجليزية، او في بعض مقررات محدودة منها فقط.
  إذ أن الصحافة المطبوعة والمسموعة والمرئية والإلكترونية للمخرجات العربية وللسوق الإعلامي العربي عربية اللسان واليراع لا يغنيها أو يكفيها تعلم النظريات الإبداعية في الإعلام وطريقة التحرير الصحفي  لمختلف قوالب الصحافة باللغة الإنجليزية وان بذلك له مئات الأدلة الإرشادية العالمية المعايير في الصحافة، إذ يتوجب على خريج الصحافة العربي إلى جانب تدربه على تلقي المعلومات والأخبار من مصادرها الدولية باللغات وترجمتها ضرورة ان يتعلم كيف يكتب بلغته ولجمهوره وكيف يؤثر ايضا في رأيه العام  فالمزاوجة اللغوية في مثل هذا التخصص مهمة جدا لدمج النظم والمعايير والممارسات العالمية للصحافة لتمارس أيضا باللغة الأم لأهل البلد  حتى لا تشح مخرجات هذه الجامعة العريقة مع كل التمويل والدعم الذي تجده عن تلبية متطلبات الإعلام العربي والمحلي خصوصا  وإنه لحقبة ظل يعاني الاستيراد لا التصدير وغلبة النفوذ والتدفق الأحادي القطبي عليه . هذا  والنفوذ السياسي قرين النفوذ الإعلامي دائما.
وإذا كان  مجلس الشورى في جلسته الأخيرة في الدورة المنصرمة  يونيو 2009،  قد أوصى باتخاذ ما يلزم نحو تقطير الوظائف في قطاع الصحافة باستيعاب القطريين وإعداد الكوادر الوطنية في المجال الإعلامي والعمل على نشر الوعي بالعمل الصحفي ودوره المهم في مصلحة المجتمع، خاصةً في ظل تعاظم دور الصحافة وتأثيرها على الرأي العام ، تلك التوصيات التي أكد عليها مجلس الوزراء القطري أيضا في  جلسته المنعقده بتاريخ  7/10/2009،
فإن ذلك كله يعطي مؤشرات ايجابية في الرؤية القطرية للاستيعاب المتكامل لدور الإعلام وضرورة إعداد الكوادر المهنية فيه والتي تتطلب في المجال الميداني ايضا ضرورة تكافؤها وتوافقها مع خطة استراتيجية تنفيذية محددة زمنيا تواكب تحويلها إلى واقع عملي ملموس خصوصا بعد أن تهيأت بعض البني التحتية العملية والتعليمية في قطر التي تحتاج فقط إلى نقاط التقاء في عمليتي التخطيط والتنفيذ وتصميمها لتتناسب ورؤى الدولة واحتياجاتها المستقبلية في هذا المجال الحيوي، ودعم أبناء قطر لخوض غمار مهنة المتاعب بمختلف الطرق بداية بالإرشاد والتوجيه التعليمي في المدارس الثانوية للجيل الجديد عند اختيار المسارات وذلك  بهدف توجيه الطلاب لهذا المجال الحيوي، ومن ثم التدريب الميداني لممتهنيه ايضا في المؤسسات المرموقة لدعم الإعلام النوعي ومخرجاته،فضلا عن أهمية دعم التعليم الجامعي بمنح تقدم لمتعهدين قطريين من شباب واعدين لبناء جيل يتقلد زمام المبادرات الإعلامية الطموحة في رؤى القيادة القطرية ، ومن ثم ضرورة توافق تصميم برامج الإعلام في الكليات الدولية والمحلية في دولة قطر  لتواكب النزعة العالمية في النظم  والجمهور
، فالإعلام ذو مدرسة لغوية مزدوجة  وعلى درجة واحدة من الأهمية:
لغة دولية ولغة جمهوره في كل قطر حتى لا تتسرب مخرجاته لتغرد خارج سربه.

                       

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق