مداد القلم /الشرق
17 اكتوبر 2010
قامت جامعة Xavier بولاية لويزيانا الأمريكية يوم الجمعة 15 أكتوبر بإطلاق اسم "قطر" على كلية الصيدلة بها والتي وضع سمو الأمير حجر أساسها في أبريل من عام 2008. وجاء اسم قطر تقديراً للحفاوة والكرم الذي قدمته الدولة في مساعدة دمار إعصار "كاترينا". وقد أشادت بعض المواقع الإلكترونية بذلك منها موقع Nola وUniversities Business مشيدين بهذا الدعم الذي تدين به الجامعة لقطر. وذلك نقلا عن تقرير الصحفي John Pope، The Times — Picayune والذي وصفها بالوصف الدائم لدولنا الخليجية بـ "بالإمارة الغنية بالنفط". وتقدر القيمة المنفقة على المبنى بـ 29 مليون دولار أمريكي ويمتد على مساحة 60 ألف قدم مربع في كلية Xavier، وقد جاء ذلك ضمن إجمالي 100 مليون دولار من دولة قطر بهدف مساعدة منطقة ساحل الخليج على التعافي من إعصار "كاترينا" في إعادة الإعمار التاريخية لهذه الكلية الحيوية كجزء من المساعدات الأخرى..
وكانت قطر قد وهبت المنطقة حوالي 38.4 مليون دولار للتعليم، من ضمنها منح دراسية في جامعات Loyola وTulane وXavier، وحوالي 27.5 مليون دولار للرعاية الصحية، من ضمنها 5 ملايين لمستشفى الأطفال ومثلها للمركز الصحي التابع لجامعة Tulane، إضافة إلى 34 مليون دولار للسكن، مخصصة منها 22 مليون دولار لمؤسسة Habitat for Humanity New Orleans. وفقا لتقرير Pope.. إن مواقف دولة قطر مشرفة وهي مشهودة عالمياً سواء على مستوى الدبلوماسية الدولية والوسيط السياسي لحل كثير من الأزمات، وعلى مستوى الإسهامات التنموية في مختلف المجالات وفي سبيل المساعدات الإنسانية في مختلف الكوارث الطبيعية وغيرها من الأزمات، خصوصا في ظل وضع قطر العمل الإنساني في مقدمة الأولويات التي يقدم من أجلها الدعم. ولأن الشيء بالشيء يذكر نعود إلى ما طرقناه على مدى الأسبوعين الماضيين في مداد القلم، حول واقع الخدمات الصحية والبنية التحتية للصحة في قطر في المستشفى الرئيس الوحيد وما يدعمه مما تم مؤخرا في كل من الخور ودخان والمنتظر المرتجى في الوكرة، فما زالت المرافق الصحية الحيوية تئن تحت مكامن الوجع، وما زالت الدولة في حاجة إلى مستشفيات تخصصية في مجال الأطفال وغيره، وتطوير الخدمات الطبية والعلاجية والسعة الاستيعابية في كل من مستشفى الدم والأورام "الأمل"، ومستشفى النساء والولادة ومستشفى الأسنان والجلد في "الرميلة" ومراكز الرعاية الصحية الأولية، وتلك المنتظرة مثل مستشفى القلب.
والحقيقة أنه لا ينتظر واقع قطر الصحي تطوير البنى التحتية فحسب بل لا نرضى نحن المعالجين أن يكون أطباؤنا الماهرون الذين لا يألون في علاجنا جهدا ولا يقصرون معنا — لا نرضى أن يكونوا مغبونين في حقوقهم وكمن ينطبق عليهم المثل"طبيب يداوي الناس وهو عليل" حتى لا يتجرعوا الإحباط فنتجرع وتتجرع قطر الواعدة مغبته، في ظلم وظيفي لا يتساوى مع قيمة وأهمية وخطورة المهنة التي يهدر فيها الإنسان من عمره سنوات عجافا في التخصص والاستشارة سلفا، ثم يتكبد خطورة ما يتعامل معه وهو صحة البشر. خصوصا ان ذلك أدى إلى تسرب الكفاءات والتضحية بالتخصصات النادرة منهم وما آل إليه الحال من استقدام من تقع عليه اليد لسد الشاغر دون النظر للكفاءة والمهارة.
إن الكوادر البشرية الطبية والمهنية في مؤسسة حمد هي أهم الكوادر التي يراد لها أن تدعم وتقدر في الرواتب والأجور والمكافآت والتقدير المادي والمعنوي، وان تتمتع بحقوق "الموظف المهني" الذي جعلت قطر "صحته النفسية" هذا العام شعارها في يوم الصحة العالمي. لن ندعي أن الدولة — التي تقدِّم لإعصار كاترينا أو تسونامي أو زلزال هايتي أو غيرها من الأعاصير والكوارث على امتداد الكرة الرضية شرقها وغربها في الدول الفقيرة أو الغنية — لن ندعي أنها لا تنفق الإنفاق المطلوب على الصحة في بيتها، ولن نقول إن موازنة الصحة على الصحة في قطر قاصرة، ولكننا نريد أن نطلع أو يجيبنا أحد — ونحن نرى الواقع الصحي بأم أعيننا — كيف تقسم الموازنة المدرجة من الدولة وضمن أي خطة تطويرية وكيف تتابع وكيف تقاس وكيف تحاسب؟
هل تلتقم الخطط المطورة أو يلتقم المطورون الجدد، مهما تعددت مشاربهم وجنسياتهم، اللقمة السائغة، وتترك صحة قطر وبنيتها في خطط أحبار على الورق، بعد أن يغادر المخطط أو الخبير بنصيب الأسد من الحصة يذهب فيها الجمل بما حمل ونترك "نلعق بعده الصّبرا." من هو الجمل، ونحن قابعون لا ناقة لنا ولا جمل ولا حتى "حْوارْ "... ان صح الحِوَار؟
هنيئا لقطر اسم كلية صيدلة قطر في Xavier لويزيانا وتلك السمعة الدولية الرائدة التي هي أقل ما يقال من كلية في حفظ الجميل العظيم المبذول لدمار كاترينا، وهنيئا لنا — نحن القطريين — أن نتشرف باسم قطر على البرامج الدولية والإقليمية السباقة وعلى المؤسسات والمراكز فضلا عن افتتاح الكليات والجامعات الدولية.
ولكن.. جزء من الفخر الذي يريده المواطن القطري هو أن يجرى على قطر ومرافقها التحتية الحيوية "مثل الصحة" ما يجري على غيرها — اللهم — دون إعصار أو تسونامي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق