الخميس، 15 نوفمبر 2012

في عالم الإنترنت.. «خصوصيتك مسؤوليتك»

مداد القلم/ الشرق
28 نوفمبر 2010

مباركة هي تلك الجهود التي يبذلها المجلس الأعلى للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في سبيل التوعية بالأمن السيبرنتي ومحو الأمية الرقمية التي تعد من أهم أنواع الأمية التي يجب أن تتكاتف الجهود لمواجهتها ومحوها في العالم اليوم خصوصا في وطننا العربي الذي يفتقر إلى التطبيق الأمثل لمثل هذه البرامج التوعوية على النطاق التربوي والتعليمي.
كان مجلس الاتصالات قد أطلق حدائق الانترنت منذ فترة طويلة دعما لنشر العلم والمعرفة التي تجري مع الإنسان اليوم في كل مكان، كان ذلك قبل انطلاق الجيل الجديد من أدوات عصر السرعة الرقمية التي حملت مختلف الأجهزة مختلف وسائل التواصل المهني والاجتماعي في ضغطة زر واحدة على أجهزة الآي باد أو الآي فون أو البلاك بيري.
ويا لها من ضغطة أو كبسولة، ويا له من زر رقمي؟
كما هي المعرفة قد تيسرت، انبثقت معها تحديات أخرى تواجه الأسرة والمدرسة التي تعد كل منهما مؤسسات التربية الأولى، لذلك كانت التفاتة مهمة أن يتوج المجلس جهوده في النشر الالكتروني بتسليح الطفل والشاب بأدوات الحماية تزامنيا مع نشر المعرفة حتى لا يتم استغلالهم بأي شكل من الأشكال.
فعقد المجلس منتدى محو الأمية الرقمية الذي أتاح فيه لنا الفرصة إلى الوقوف على مختلف التحديات التي تواجه هذا المجال.
.. فكر قبل أن ترسل! 
كان هذا شعار اليوم العالمي لإنترنت أكثر أمانا لهذا العام الذي يُعقد بتنظيم من برنامج اليونيسيف — في 9 فبراير من كل عام لتشجيع الاستخدام الآمن والمسؤول لشبكة الإنترنت والهواتف المحمولة وخاصة بين الأطفال والشباب وهم الفئة المستهدفة.
المجلس وجه فيه أيضا رسالة مهمة لأولياء الأمور والأطفال على حد سواء لتذكيرهم بأن المعلومات والبيانات التي تُنشر على شبكة الإنترنت في مختلف المواقع الاتصالية والاجتماعية تصبح في متناول يد الملايين والملايين من المستخدمين في نفس اللحظة التي يقرر فيها الفرد "بزر واحد" أن ينشرها على الملأ مما قد يجعله عرضة للتعدي الإلكتروني.
وكما عودنا المجلس في رسالته التوعوية الهادفة، فقد أثلج صدورنا المتعطشة كأولياء أمور لحماية أطفالهم على الانترنت بحملة إعلامية حملت إعلانا واعيا مفاد شعاره
" في عالم الانترنت.. خصوصيتك مسؤوليتك" ليذكر إن كان لا باس من الملاذ المعلوماتي والترفيهي، فإن عالم الإنترنت ينطوي على نفس مخاطر العالم الحقيقي. خصوصا مواقع التعارف الاجتماعي على شبكة الإنترنت، محذرا من مغبة مشاركة الصور الشخصية مع الغرباء فضلا عن البيانات الشخصية وتفاصيل الحياة الخاصة والأسرية وأماكن وجود الفرد في العالم الحقيقي.
لم ينتهز المجلس فقط المناسبات الدولية للتركيز على أهمية ضمان سلامة الأطفال على شبكة الإنترنت، مع تشجيعهم على الفضول وحب المعرفة والإفادة من مزايا الرقمية وآفاقها الواسعة. كان قبل ذلك ايضا قد واجه تحديات عالم القرية الكونية وذريتها الالكترونية، فأطلق إعلانا في حملة سابقة وضع شعاره:
"امنوا سلامتهم ولا تغفلوا فضولهم."
كما وضع حماية الأطفال على شبكة الإنترنت على قائمة أولوياته، فأطلق "سيف سبيس — الفضاء الآمن" _ "SafeSpace.qa" على موقعه الإلكتروني، وهو موقع مليء بالمعلومات والموارد الثمينة والبرامج والنصائح المختلفة للسلامة على شبكة الإنترنت بحيث يتم إرشاد مستخدمي هذا الموقع عن طريق شخصيتين كرتونيتين هما "سيف" و"صقر" بأسلوب ترغيبي وحث محمود، ولم يهملنا الموقع، بل وضع أقسام خاصة للوالدين والمعلمين والشباب حيث تتوافر العديد من برامج الحماية التي يمكن لأولياء الأمور استخدامها لضمان سلامة أطفالهم على شبكة الإنترنت.
ولمزيد من تحقيق الأمن والسلامة السيبرنتية أنشأ "فريق مركز قطر للاستجابة لطوارئ الحاسبات" — "كيو سيرت"  — لتوفير الحماية لنظم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بدولة قطر، حيث يعمل مع الهيئات الحكومية والشركات والمواطنين بدولة قطر لتوعيتهم بالمخاطر التي تحدق بقطاع المعلوماتية وحماية المعلومات الحساسة وضمان سلامة الأطفال على شبكة الإنترنت.
شكرا مجلس قطر للاتصالات،
حقيقة لقد قدمتم للمجتمع أحلى هدية.. نتفق معكم ويسرنا أن نضع يدنا بأيديكم لمناهضة الاستغلال والتعدي عبر الانترنت فالعالم الواقعي حقيقة ليس في خطورة العالم الوهمي، بل إن عالم الانترنت ليعد اشد خطورة وأكثر مواطن التعدي والاستغلال والخداع، لأنه عالم دون ملامح، دون هوية، لذلك فهو ليس وهميا فحسب بل هو مخادع وكاذب ومضلل.
ولأنها أمانة اجتماعية ومجتمعية، ننتهزها فرصة لأن ندعو أنفسنا وإعلامنا للتعاون في نشر هذه الرسالة التربوية النبيلة خصوصا وإننا لا نضمن أن يفتح كل فرد منا وفي مجتمعنا مواقع الأمن والسلامة السيبرنتية على موقع الانترنت لمجلس الاتصالات، ولكننا نعلم أن الفرد في قطر لا ينفك عن قراءة صحيفته اليومية أو متابعة برنامجه الصباحي "وطني الحبيب صباح الخير" أو برامجه التلفزيونية المحلية، فهذه المنافذ المحلية ضرورة إضافية لترويج برامج الأمن والسلامة السيبرنتية والتوعية بمغبة الفضاء الرحب الذي يقضي أبناؤنا جل أوقاتهم في عالمه الوهمي في غياب أبوي وأسري.
كما نتمنى أن تتكاتف جهود مجلس التعليم ورسالة مجلس الاتصالات لأن تخصص حصة أسبوعية من حصص تكنولوجيا المعلومات لتعليم وتوعية الطلاب بمختلف أوجه السلامة السيبرنتية وبرامج الحماية.
لن ندعي ونحن أولياء أمور أن جل المسؤولية تقع على الدولة أو المؤسسات التربوية أو الإعلامية أو الاتصالية، ولكن دعونا نعلن تقصيرنا كأسر ولنعمل معا لنمحو جميعا أميتنا الرقمية الأمنية.
لننخرط في مدارسها التعلّمية الذاتية وورشها التدريبية..
أليست هي جزءا من تحديات التربية الأسرية في مجتمعاتنا ذات الاستهلاك الرقمي التي لم تعد تعرف ماذا تتابع... أعالم الانترنت أم ذُريّته؟


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق