الخميس، 15 نوفمبر 2012

حنا شقايق ها الرجال.....

مداد القلم/الشرق                 
الأحد 28/3/2010

قول النبي ما به جدال.......
هكذا جاءت لوحة المرأة ولأول مرة في أوبريت الجنادرية "وحدة وطن".2010 ، ولعل ما يميزه هذا العام هو تركيزه على عدد من القضايا الجوهرية التي تستدعي التنوير المجتمعي والحراك الفكري حولها في مجتمع عربي مسلم تؤمه الأمم كونه العاصمة الإسلامية الدينية التي تتمركز فيها قبلة المسلمين والمسجد النبوي الشريف ، والذي يعتبر سلمه وأمنه سلما لمن جاوره وحاذاه وللعالم الإسلامي على وجه العموم خصوصا بعد ان تجرأت طوائف وأحزاب وجماعات بأسماء متعددة لتنخر في المجتمعات المسالمة لتقوض أمنها وتفت في عضدها بتخوين مواطنيها عليها والنخر بينهم في دسائس ومؤامرات منظمة لهتك الأمن والأمان والسلم في مجتمعات طالما نعمت بها.
وإن كانت الوحدة الوطنية والوقوف ضد الخيانة موضوعات عميقة الطرح في اوبريت ثقافي يجسد في أدائه ما لا تستطيع أن تنقله الخطب والكلمات او الحملات المنظمة ، فإن اوبريت  الجنادرية هذا العام قد تميز  أيضا برسم ملامح جديدة  في تاريخ المملكة، واعني به التركيز  على المرأة ودورها الذي ألمح له الأوبريت.
 ذلك الحق الذي كفله الإسلام في الدولة الإسلامية منذ نشأتها بعد الهجرة في "طيبة" مدينة الرسول (ص) ، تأكيدا على المساواة بينها وين الرجل في الحقوق والواجبات استنادا إلى السنة النبوية الشريفة التي كرمت المرأة وحفظت حقوقها وأوصى بها المصطفى "ص" في كثير من الأحاديث ودعا إلى الرفق بها.
كلمات الاوبريت كانت حديث المجتمع السعودي ليلة انطلاقه وحديث وسائل الإعلام بعده خصوصا وأنها أشارت في إبداع إلى مواقف المرأة  مذكرة بأدوارها في الأسرة والمجتمع مستندة على حقها الشرعي الذي كفله الإسلام كحق لا منحة أو هبه يمن بها الرجل عليها أو يتعطف عليها بها أي فرد في المجتمع وليست هي مكتسبات  المنهج الوضعي أو قوانين المساواة الشكلية بين الرجال والنساء .
الأوبريت صدح مذكرا بالمرجعية في منطلق المساواة التي يتعنت البعض في رفضها فيذكرهم مجددا :
حنا شقائق هالرجال                        قول النبي ما به جدال
واحلامنا مهما تكون أحلامنا           والله ما نرضى بغير إسلامنا

ربينا أجيال صغار                        ونوقف ورا رجال كبار
بنت السعودية وفية                       وحقوقها ما هي هدية
ما دام رب الكون شرعها لنبيه         وكرم المرأة وجنبها الأذية
هذا قدوتنا الكريم                              الي اوحي له عليم

هذي اختك يا سندي                      وهذي بنتك يا سعدي
 وانا امك يا ولدي                              لا يا بعدي لا يا بعدي
يا ما شقيت ان صابكم أمر ردي            انتم ثرى عزي وعوني وسندي
لا تجرحون الي تداريكم حنون              ولا تبعدون انتم ثرى ضي العيون
انا ما عمري شكيت                             حتى لو مره بكيت

ولعل الإجابة بصوت الرجل ملبيا، تحمل عمق الدلالة في العلاقة الحقوقية وأهمية  دور الرجل في الإقناع بها في مجتمع عربي ذكوري غالبا ما يُهضم فيه حق المرأة.  ويحمل العرف -لا الدين أو الشرع  - عليها سوطا حين جردت "ثقافة العيب" "والعرف " المرأة من ادني حق الهي مشروع دون اعتبارات الكينونة البشرية أو حتى الاستحقاقات الدينية في المساواة.
ليذكر كافة فئات وفصائل وأطياف المجتمعات العربية المنغلقة عن إسلامها الحق  بأن التعامل مع هذا الكيان "عقل" لا "جسد" كما حلا لهم التعامل معه ، والذي أثر على لهجة الخطاب الديني وموضوعات الخطب التي كادت ان تحجم قضايا الإسلام كلها في "المرأة" .
 وليمحو هاجس "الأنثى" الذي ظل طويلا جزءا مسيطرا لعلاقة الرجل بالمرأة والفكرة العامة لكونها محضنا ومستودعا له فقط دون أن يجد لفكرها حيزا من الوجود، النظرة  الدونية التي جعلت الكون  في تلك المجتمعات ففقط مسرحا للرجل  وحجمت مشاركة المرأة في التنمية رغم نبوغها وتفوقها في كثير من المجالات وحصرت حجم مشاركتها في أطر محددة،
 لا بد أن تتغير الصورة لأن العزف على هذا الهاجس هو الذي  أفرز أجيالا من الشباب من الجنسين الذين جعلوا همهم الوحيد هو مطاردة السراب  "المحاكي للغريزة فقط" الذي يتوقع له في الحركة الاجتماعية الاستمرار في التردي ما لم تقدر المرأة بكيانها العقلي وتعطى حقها المجتمعي في ظل محافظتها على أساسيات دينها وشرعها وسنتها لتساهم في مجتمعها  المساهمة الفاعلة ، ولتخاطب بلغة العقل لا لغة "الجسد "و "العواطف" لأنها صنو الرجل لا أداته ، لذلك جاء رد الرجل في الأوبريت:

يا رضى الرب الكريم               كل شيء إلا العقوق
ابشري  حب وشوق                 أنت صاحبة الحقوق
مهما نبعد او نروح                  أنت دم في العروق
واختنا منا وفينا                      بيننا مابه فروق
فضلكم وحقوقكم                      الله شرعها لنبيه
لا ابد ما هي هدية                   لا ابد ما هي عطية
قد يجد البعض موضوع المرأة اشبع طرقا خصوصا في مجتمعات حققت مكاسب للمرأة ،  ولكننا  لا زلنا نجد أن الفكر الشرقي منافق ومتناقض حتى مع ذاته، فقد يتيح لها  مجتمعها التمتع بالحقوق المشروعة في دينها، ولكنه يجلدها بطرق أخرى شتى أنواع الجلد كونها- دون الرجل-  مصب النقد الاجتماعي فيما كان مغايرا للقوالب المجتمعية التي اصطلحت ودرجت على كلمات:  "المرأة ، الله يعزك" "الله يكرمك" في مجتمعات يعد فيه البوح باسمها خطيئة -  فيكنى بها- وتبعته أمور أخرى هي من مصادر الفخر والشرف لا الاستحياء.
إن تكريم وتقدير المرأة حق لا هبة وإذا كان المجتمع اصطلح  مثلا على أنها نصفه فلا بد أن يعي بأنها كله لأنها المربية والحاضنة والمدرسة  والعين الساهرة ، ولأنها فوق هذا وذاك أثبتت أنها تدير أداتها وأداة المجتمع بصبر واقتدار.
فمرحى لكل دعوة أصيلة كريمة للاعتراف بحقها لأنه مدخل كريم لصحة المجتمعات وتنميتها على أسس واضحة وسليمة وطبيعية تمارس الحقوق في الضوء دون أن تغذي بؤر الفساد في الظلام .
          "شقائق الرجال " ...........
قول النبي ما به جدال........................

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق