مداد القلم/الشرق
الأحد 14/2/2010
التعليم أهم عملية تخضع لتخطيط استراتجي دقيق لأنها تتعامل مع عقول بشرية وليس هندسة طرق أو مباني ، عملية تراكمية ولكنها هنا قادت لمرحلة جديدة غير تلك المأمولة ، في مفارقة نشهدها في قطر عندما وافتنا إستراتيجية وهندسة العمران بالحفاظ على الإرث والموروث والتراث في واجهات قطر الجميلة الأصيلة وفي الوقت ذاته رسم ملامح جديدة عصرية أيضا لمدينة الدوحة الحديثة على أنك ترى وأنت واقف على كورنيشها الواجهتين متجاورين دون أن يلغي أحدهما الآخر، تلك هي خطة واستراتيجية أحرى بها أن تعمم فينظر لها أيضا بنفس القوة في التعليم فيما يتعلق بالهوية.
أبناؤنا أريد لهم بأن يكونوا أبراج شاهقة ولكن بنوافذ زجاجية.
لكي نحلل بموضوعية ،
لن نلقي اللائمة على مجلس التعليم وهيئاته فقط وهي تعمل في طاحونة تصارع الرياح العاتية في ظل متغيرات طموحة تنشد الأفضل بالتأكيد ولكن تباغتها كل العوامل التي قد لا تعوق عجلة دورانها وهي ملزمة بتحقيق هدف مع عامل الوقت ولكن قد يتطاير غبار سرعتها رغما عنها فتحجب الرؤية لتتوه عن الهدف أو يتوه عنها ولا يرى من فيها إلا دورانها على نفسها ولا يهنأ من خارجها بل ينوبه عجاج غبارها.
ضعفت الثقة لما اعترض مسار التغيير أو التطوير من إشكاليات سواء في المناهج أو عدم تكاملية التقييم مع التعليم، أو العضل الوظيفي للخبرات في إدارة الطوارئ، وتنحي الامتيازات الجاذبة لأهم مهنة .
في المناهج،
لا يزال المجلس بعيدا عن تطبيق وثيقة منهج اللغة العربية والشريعة التي وعد بها في رخصه التعليمية خصوصا وانه أعلن انه سيطبق منهج التربية والتعليم فيهما مع رفع المعايير في اللغة العربية ، الحقيقة أن كل ما يتلقاه الطلاب مقتطفات ثري الثقافة فحسب ولا تعد منهجا كما تعارفنا عليه لذلك ضاع حفظ القرآن من الذاكرة كما ضاعت تلاوته وتجويده، وتركت للمؤسسات الخيرية ، أو اجتهادات الأسر، وضاع اللسان عن الفصاحة لأن ذاكرتهم لم تكلف بحفظ شيء يقوم اللسان لا من القرآن ولا من الشعر العربي الأصيل، شرحه ، تحليله، او نقده،، في تضحية بأهم مكونات الهوية لنجد جيلا لا يعلم من قواعده سوى ان هناك فاعل وهو لا يعلم أنه هو المفعول به.
عدم تكاملية التقييم مع التعليم،،
دون أن ندخل في متاهات المجلس يلاحظ أنه ليست هناك تكاملية بين هيئتي التعليم والتقييم وكأن الهيئات مقاطعات قائمة بذاتها. نشعر بذلك لأنه عندما يراد تطبيق نظام جديد لا بد أن تقوم هيئة التقييم بدورها في استطلاع الرأي حوله ومن ثم تقييمه بعد تطبيقه. ولكن تقرر هيئة التعليم فتنفذ المدارس ويغيب النظام أو تقييمه عن المشاركة الأسرية فيه. ولكن حتى على التعليم ككل لم يصدر تقييم شامل للتجربة ومدى نجاحها على المستوى الشعبي ليتم تعميمها بل تقرر ذلك قبل رصد رأي الجمهور.
"العضل الوظيفي"، إدارة الأزمات والطوارئ في الموارد البشرية،،
ضعفت الثقة أيضا ،لأن إرادة التغيير حاسمة وسريعة وشاملة ومتلازمة الظرفية، وجاءت على كل الأجيال في آن واحد ، بل وطالبت معلمين تعلموا في مناهج التربية العملية في الجامعات منذ فترة قريبة على نظم تعليم المواد العلمية على وجه الخصوص باللغة العربية ثم فوجئوا في يوم وليه ليغيروا ألسنتهم وطرق التعليم في موادها باللغة الإنجليزية، أو خبرات عريقة قديمة فيها تم التضحية بهم لذات الأسباب، وإذا سلمنا بأهمية هذا التطوير بعد أن أصبحت اللغة الإنجليزية لغة للعلوم إلا أن التدرج كان سيكون محمودا، ورسم خطط بين كليات التربية سلفا ومجلس التعليم ضرورة خصوصا وان التجربة مضى عليها تسع سنوات كفيلة بالإعداد التدريجي، أما أن تلفظ كل مخرجات الجامعات لعدم إتقانها لتعليم المواد العلمية باللغة الإنجليزية فتلك تضحية بمدرسين قديرين لم تنقصهم الخبرة ولكن خانتهم أنظمة التعليم في دولهم بغتة فيما نطلق عليه "العضل الوظيفي".
وما مدى تأثير ذلك على التعليم؟
لن نتحدث عمن حول على البند المركزي من أبناء هذا الوطن الذي نجد منهم أكفياء للتعليم خصوصا وانها المهنة الأولى في قطر على مستوى (المرأة) ولكن المشكلة الكبرى هي أن المدارس تحولت إلى إدارة أزمات وطوارئ لتبحث عن البدائل وما دام المجلس في نظامه الحديث يختلف عن أنظمة الوزارات التي كانت تعتمد مرجعية معتمدة للتعيينات والتوزيع على مختلف المدارس خصوصا وان بها حجما لا بأس به من البدائل في كل التخصصات تستند عليه حتى في التنقلات المؤقتة ، بدت العملية حاليا مختلفة ، لذلك بات كل مرخص (مدير) في بحث مضن عن البدائل لسد الثغرات والحل أمران أحلاهما مر: إما ترك طلابنا دون مدرسين لمدة طويلة بداية العام وأرجاء تعليم بعض المواد إلى ما بعد شهرين من بدء العام ليجدوا أنفسهم نصف الفصل فجأة أمام مدرس يضغط المنهج في كبسولة قبل الامتحانات النهائية، وهذا حصل وأثر على مخرجات التعليم.
والأمر الأخر هو التحول إلى مدرسات من الجاليات براتب أقل إما اختيار ا من قبل بعض المرخصين تقليلا للنفقات أو لجوءا نظرا لمتطلبات اللغة الإنجليزية في تعليم معظم المناهج.
ثم طولب من بقي من معلمين بدورات متزامنة مع وقت التجديد والتحديث في ظل تدنى الامتيازات في رواتب وأجور المعلمين مقارنة بغيرها من الوظائف المكتبية الإدارية بل ومقارنة بما تتطلبه طبيعة العمل التي يمارسونها ، هذا دون ان يكون له طبيعة عمل في الأجر، بل واشتراط الرخصة للتدريس كعامل رئيس للزيادة دون ان تكون مدعاة لحافز لعلاوات إضافية كعامل جذب لا طرد.
التعليم المستقل طبق في بعض دول العالم بمزايا فضلا عن معايير جودة التعليم العالمية ، فهناك امتيازات أخرى ملحقة به مثالها في المدارس المستقلة في أمريكا وهو مجتمع تتوازي فيه لغة العلم مع لغة التعليم فيه سواء لدى المعلمين أو المتعلمين أي لم يواجه التحديات التي نواجهها ، ورغم ذلك لم يطبق النظام على كل الولايات في آن واحد بل بدأ تدريجيا حتى شمل فقط 37 ولاية ، كما روعي في كل ولاية طبقته الإبقاء على البدائل الأخرى من المدارس الحكومية ، وأحقية الجميع في التعليم ، كما وفرت المدارس الخاصة ووفرت أيضا كوبونات التعليم لضمان حرية الاختيار بين البدائل المتنوعة .
ومع ذلك رصدت مواقع التعليم المستقل مميزات مثل:
schools tend to be very competitive with other types of schools (and with other industries) in terms of benefits. :
Typically, benefits in independent schools include top-line health and life insurance commitments, generous leave and vacation policies, and family-friendly policies (including preferential treatment in admissions and financial aid for one's own children to attend one's school).
نظام قطر أخذ من ذلك المعايير وربما تنحت الامتيازات الأخرى الآنفة الذكر مثل السياسات الصديقة للٍأسرة والتأمين والراتب والعلاوات المتكافئة للعمل التي نتمنى أن تنسحب على المعلم والتعليم في المدارس المستقلة وهي أشقى وأهم المهن.
التعليم في قطر ضمن أحقية وإلزامية التعليم المتمثل في الكوبونات التعليمية ولكن:
هل مهّد مجلس التعليم الأرضية الصلبة للميزة العظيمة التي وفرها للطالب في إلزامية التعليم في إعطائه أحقيته في اختيار البدائل ضمن نظام كوبونات التعليم في قطر ، أم كان كمن وهبهم سمكة في عرض البحر؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق