الأربعاء، 21 أغسطس 2013

الزحف الغربي في قطر

مداد القلم الراية 22 نوفمبر 2009..
 يتساءل البعض: لماذا غدت بلدنا مرتعا خصبا للأجانب؟لا علي مستوي من يساهم في سوق العمل باحتراف ومهنية كموارد مطلوبة في ظل الظروف الطبيعية من قلة عدد السكان من القطريين وفي ظل الطفرة التنموية وثورة وثروة المشاريع الكبري في قطر وتعدد الاختصاصات في سوق العمل.
ولكن السؤال عن الزحف الداهم وغير المبرر ممن يشكلون عبئا علي الوطن، وتهديدا له ولأهله ممن جاء منهم فقط علي شرف فلان أو مدح علان، او كفالة آخر، أو تحقيقا للم شمل أصدقاء، عوائل واسر من أهلهم ليتقلدوا أيضا زمام الوظائف المتقدمة حتي لو خانتهم الخبرات أو المهارات العملية، مفتاحهم في ذلك معارفهم المتقلدين مواقع صنع قرار أو المقربين في وساطات ومحسوبيات ومصالح مشتركة، وإجادتهم اللغة الإنجليزية التي أضحت لغة رسمية لأعمال دولة دستورها ينص علي ان اللغة العربية هي لغة الوطن، اللغة التي باتت درجة ثانية في الحياة والعمل دون أن تجتهد السياسات المخططة لدولة قطر وخططها التنفيذية لوضعها في موقعها الصحيح، وتعميمها عمليا لغة رسمية للوطن في المعاملات الرسمية حتي في ظل أهمية تداول اللغة الثانية حتما.
الزحف الغربي هو الاستعمار الجديد، استعمار في السياسات، استعمار بشري، استعمار وظيفي، استعمار لغوي، استعمار هوية وثقافه وإن دخل بعضها في صورة برامج ومشروعات.
باتت السياسات القطرية ترسم من قبل مؤسسات رسم السياسات الأجنبية، دون أن تفصل السياسات علي مقاسنا أو بخصائصنا إلا ما رحم الله.استعمار بشري وسكاني في مستعمرات جديدة تجدها في قطر في مجمعات سكنية فريدة لمت شمل مغتربين حين توزع القطريون علي إطراف قطر وضواحيها النائية في فرقة وشتات بفعل السبب ذاته " التطوير".
زحف بشري كثيف، فجولة واحدة فقط في منتجعات وفنادق قطر لا تجد فيها قطريين بقدر ما تجد السيل الأجنبي متعدد الألوان واللهجات، في الوقت الذي تجد فيه القطري متنحيا وللأسف حتي عن المقدرة البسيطة عن التمتع بمنتجعات وطنه الباهظة، أقصد ماديا- "صدق أو لا تصدق."
استعمار وظيفي، فأزمة الثقة في العقل القطري جعلته خارج التخطيط وأسفل الركب خصوصا وإن القطري يتم التشويش عليه، أو تقليص أو نزع صلاحياته، أو محاربته، ووضع الأجنبي في مواقع العمل بكامل الصلاحيات والامتيازات دونه، فيحرم بالتالي من فرص الثقة وتبعاتها من تكافؤ الفرص والصلاحيات، كما يحرم من فرص التطوير بتنحيته درجات، أو تحويله علي بند سمي مركزيا، أو مقبرة الوظائف قبل وصوله سن التقاعد الرسمي، هذا حين إنه ولمفارقة عجيبة يجلب من هم في سن التقاعد من الأجانب ليحلوا مكانه.
كما حرم القطري من مصدر رزقه الرئيس الذي لا يصل بنفس الوظيفة وبنفس المعايير المهنية حتما نفس الراتب المنفق علي الأجنبي  باتفاقيات معدة سلفا. فالقطري راتبه محدود والسبب ان ممجدي التغريب ومحاربي الوطنية والتقطير، يحاكون القطري فقط بنداء (الوطنية) وانك يا قطري (ما عليك قصور)، أو (مستواك الإجتماعي عالي)، تناسيا أن الحق في الأجر علي العمل حق مشروع للقطري والأجنبي في وحدة قياس وظيفي نزيهة وموضوعية،  لم تفرز أبدا في أي محك من الموراد البشرية الدولية علي الأنماط الاجتماعية ومستويات الدخل ومؤشرات الكرم الحاتمي (الصيت ولا الغني) المعروفة في القطريين.
هذا مع كل تداعيات ذلك الزحف الاستعماري وأثره علي الهوية واللغة والتحول الثقافي الملحوظ في قيم المجتمع والتي أثرت علي الأجيال في تحول اجتماعي مباغت وتغييرات في الأنماط السلوكية إلي الأسوأ.
كيف يتم التعريب وعودة الهوية؟ بل إعادة الأمور إلي نصابها؟ ومن المسؤول؟
لن يستطيع أسفل الهرم في تغيير ظواهر استشرت، التغريب طال كل شيء في الوطن، فم نعد نشعره وطننا بل وطنهم، فالأجانب في طلائع الصفوف، والمواطنون اسفل منهم صفوفا ثانية بل عاشرة، بات القطريون محاربين ومنتهكي الحقوق في ديارهم وعلي أرضهم ومهمّشين من قبل المبشرين الجدد ومن والاهم.
اليوم الوطني بات وشيكا، فاسمح لنا يا وطن بهذه المناسبة أن نعتب عتاب محبٍ بكلمات:
من هانت عليه ذاته هان عند الغير، وقد ساهمت -يا وطني - في تشكيل عموميات وصورة سلبية باطلة عنا والتشكيك بنا وبعقلياتنا لذلك تمثل فينا - نحن القطريين - قول الشاعر:
من يهن يسهل الهوان عليه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق