الأربعاء، 21 أغسطس 2013

(أنتِ من روحي قريبة ).. وإحياء الشعر والفن القطري

مداد القلم     الراية 20 ديسمبر 2009..
جاءتني مكالمة السابعة صباحا قبل العيد الوطني بأيام تطلب مني صاحبتها أن أدير الإذاعة علي أغنية (الله يا عمري قطر) بحلتها الجديدة ، لأن صاحبة الرسالة تعلم كم أعشق هذه الأغنية - مثلي مثل غيري من كل القطريين- التي طالما طربنا لها بصوت محمد الساعي الشجي رحمه الله، وطالما كنت أطلبها من إذاعة قطر كونها  تؤجج مشاعر الحب للوطن، والإذاعة تعتذر بأن الأغاني الوطنية لا يمكن وضعها في كل الأوقات خصوصا أنها ارتبطت بالأعياد الوطنية أو بظروف استثنائية ولا أعلم إذا كان هذا المبدأ قائما إلي الآن ام لا ، منطقيا أو لا خصوصا واننا نقدر أهمية إثارة مفهوم حب الوطن بكل أشكاله بشكل متواصل لا سيما في قرض الشعر والأغاني الوطنية التي تبث روح الحماسة وتفجر الإبداع وتعزز طاقة المرء فتترجم هذه الحماسة إلي انجازات في سبيله خصوصا اننا من الشعوب الذين يتأثرون بالشعر والقول والأغنية وسحرهم.  "وإن من البيان لسحرا".
الرسالة من زميلة ليست بقطرية ولكن حماسها الشديد للوطن وحب الوطن ودعوتها بصوت تملؤه الفرحة لسماع الأغنية حين إطلاقها زاد من ابتهاجي بعمق  حب الوطن خصوصا وإن معالم هذا الحب ليست فردية بل جماعية مشتركة جسدت شعار "كلنا قطر" ،ولمسناها في عيون وقلوب زملاء لنا سكنوا معنا قطر وصنعت سواعدهم معنا نهضتها،  فرحت بأنها قطر الجميع ، قطر العظيمة-  كما عهدناها - استطاعت ذلك بما جسدته من معاني الإخاء والمودة لتكون أما للجميع ومحضنا روحانيا ترجمته مواقفها الدولية الإنسانية في مختلف المجالات.
وعندما نعود لكمات الأغنية والتشديد علي (حبي لج طووووول المدي) تدمع أعيينا عندما نستمع لها،، ربما يؤجج فيها البكاء أيضا بث الحب الوطني بتشبيهات بصرية رائعة قدمها إنسان ضرير بأداء بارع يراه بقلبه  قد لا يقدمه بعض المبصرين.
 وهذه الأغنية القديمة زاد المسافر لا في ايام وطنية بل يديرها من يغترب كلما ضج به الحنين شوقا لقطر.
وفي ذلك نشكر تلفزيون قطر علي إعادة الروح من جديد لهذه الأغنية بصوت المغني ومجموعة أخري معه بإخراج ومونتاج جديدين بالانتقال في المشاهد من قطر الماضي تراثا إلي الحاضر.كما نتمني أن تعاد أيضا الأغنية بحلتها القديمة لصاحبها "رحمه الله" في ذات المناسبات الوطنية.
وتعزيزا لذلك نأمل أن يحفل اليوم الوطني القادم بمسابقات شعرية فصيحة ونبطية يتم الإعلان عنها والتنظيم لها منذ الآن بحيث تحول أفضلها - وفقا لأنواع اشعر - إلي أغان وشيلات وطنية لليوم الوطني القادم، يتسابق فيها الجنسان في دولة قطر خصوصا وأننا في مجتمع صحراوي بدوي تزدهر فيه الفصاحة والقريحة الشعرية لدي الجنسين ، ولكن تبرز - مجتمعيا- إحداهما فقط "أشعار الرجال" وتتنحي المواهب الأخري في تأليف القصيد من (النساء) فتظل حبيسة الأدراج بإرث العرف والموروث المجتمعي وثقافة العيب الممارسة علي الشعر النسائي رغم إبداع الكثيرات فيه.
لذلك نتمني أن تتجاوز المسابقات النسائية فقط (عد القصيد) التي كانت سابقة مشكورة لتشجيع النساء علي خوض غمار الشعر ومملكته الرحبة إلي مدي أكثر عمقا في تأليفه وقرضه.
كما نأمل أن يعيد اليوم الوطني أيضا الروح من جديد  لفن تراثي نسائي قطري قديم وهو فن (المراداه) الذي يقام في مواقع نسائية خاصة، وجاءت تسميته من كلمة "الترديد" حيث تغني أبيات شعر علي لحن معين ترددها الفتيات، وتلبس للمراداة ملابس تراثية ويزين الشعر بالمشموم ، وتصطف الفتيات علي صفين متقابلين يرددن تباعا أشعارا خفيفة متداولة مع مصاحبة الترديد  بحركات  بسيطه للرجلين للأمام والخلف، مثل قولهن:
مشرّق ورايح.. ياذا القمر ياللي.. امشرّق ورايح
مرقدة في البرايح.. سلم علي اللي.. مرقدة في البرايح
خنين الروايح.. سلم علي اللي.. خنين الروايح
فوق السطوحي.. يا زارع المشموم.. فوق السطوحي
عذبت روحي.. لا تزرعه يا شوق.. عذبت روحي
علي السطح طلّيت.. عذبتني ياللي.. علي السطح طلّيت
عقبه تعلّيت.. أويتيني بروحك.. أو عقبة تعلّيت
وغيرها من الأشعار المتعددة والمختصة بمختلف المناسبات.
نتمني تعزيز تلك الفنون في مواقع خاصة نسائية مغلقة مع برامج تحييها وتعيد ذاكرة التراث.
...وكل عام وأنتم والوطن بخير...


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق