الخميس، 22 أغسطس 2013

القطرية إلى عاصمة الطاقة

مداد القلم ... الراية 29 مارس 2009
بقلم : مريم الخاطر (كاتبة وإعلامية قطرية ) .. عندما تتحدث القطرية عن أسطول يحلق باسم قطر عاليا، يحق لها ذلك خصوصا وهي تدشن أطول رحلاتها غدا إلى عاصمة الطاقة والصناعة في الولايات المتحدة الأمريكية (هيوستن) في أول دخول للقطرية إلى الجزء الجنوبي من الولايات المتحدة والذي لن يكون وجهة لوسط وغرب أمريكا الشمالية في ربط بين أهم مراكز الطاقة في تكساس ودول الخليج فحسب بل سيربط في جسر جوي بين أمريكا الوسطى والجنوبية ومنطقة الشرق الأوسط بشكل عام.
أهمية هذه الوجهة تنبع من أن دولة قطر تتمتع بثالث أكبر احتياط للغاز في العالم إضافة إلى كونها أكبر مصدّر للغاز المسال في العالم، كما تتمتع هيوستن بأكبر مصادر النفط الطبيعي في الولايات المتحدة ويقع فيها أكثر من خمسة آلاف شركة تعمل في مجال الطاقة، وبفضل الاحتياط الوافر من النفط والغاز في قطر وكونها تتمتع بأحد أسرع الاقتصادات نمواً في العالم، ستساهم هذه الرحلات الجديدة في تعزيز موقع دولة قطر على خارطة العالم فضلا عن إن العلاقات بين الوجهتين لا تقتصر على الطاقة ولا التجارة والاستثمار وحسب بما في ذلك التجارة المتبادلة، بل إن الوجهة الجديدة غدا ستكشف مسارا جديدا تتوج به ريادة قطرية انفردت به قطر على مستوى العالم  في التعاون العلمي الذي تسعى له مؤسسة قطر للتنمية والعلوم وتنمية المجتمع ممثلا في صرح المدينة التعليمية وافتتاح عدد من الجامعات والكليات فيها فضلا عن بعض المدارس الدولية التابعة للمجلس الأعلى للتعليم، والمعاهد البحثية، والذي عد فيها هذا الخط ميزة إضافية جديدة لتسهيل مهام الباحثين وطلاب العلم والقائمين على إدارته فيها إضافة إلى كوادر الطاقة والصناعة والتجارة.
ليس ذلك فحسب، بل يوجه كثير من المرضى - عافاهم الله - إلى هذه الوجهة باجتهاد دولة قطر في تلبية أفضل الخدمات الصحية حيث تضم مركز تكساس الطبي في ولاية تكساس (Texas medical Center)، والذي يعد اكبر مجمع طبي في العالم، فضلا عن عدد من المراكز الطبية في الأمراض المستعصية (MD Anderson) في هيوستن.
كنت في مطلع الصيف الماضي قد كتبت في عمودي مقالا عن القطرية عاتبتها فيه على سوء خدمات الرحلات الطويلة فيها والتي اشتكى عدد كبير من روادها على مستوى الخدمة التي تعدها فئة الخمسة نجوم ولكنها في تلك الفترة لم تكن توازيها، لم ترد علينا القطرية حينها ولا ندري إذا أخذت الموضوع بصدر رحب أو بضيق، ولكنني ككاتبة أحسب على نفسي الموضوعية في الطرح، وبعد تجربة قريبة لهذه المسارات وبعد إدراك الفرق وجدت لزاما علي أن أحيي القطرية على المستوى الذي وصلت إليه حاليا خصوصا بعد أن غدا واضحا في الخدمات والتسهيلات المقدمة على متنها مع طاقم لا تنفك الابتسامة عن وجهه رغم طول مسارها والتي نتمنى ان تكون بنفس المستوى أيضا في فترة الذروة الصيفية.
ومن منطلق الموضوعية أيضا ووفقا لما أكده، الرئيس التنفيذي- للقطرية من أن طائرة البوينج 777-200 الطويلة المدى بين الدوحة وهيوستن ستقدم لمسافريها أعلى مستوى من الرحابة والراحة في الأجواء حيث تمتاز بمقاعد - تصل إلى 42 مقعداً في درجة رجال الأعمال - يمكن تحويلها إلى أسرّة مسطّحة بزاوية 180 درجة ، ونظام ترفيه يقدم أكثر من 700 برنامج سمعي وبصري لتسلية المسافرين."
نجدها فرصة لأن نتساءل عن سبب عدم اعتماد طائرات البوينغ الجديدة في الخطوط الطويلة لمقاعد الدرجة الأولى المريحة التي تعتمدها شركات الطيران الأخرى في مثل هذه المسافات حتى لو كانت تلك التي أشار إليها الرئيس تتسطح تسطحا تاما في درجة رجال الأعمال وهي أعلى درجة في هذه الخطوط، ذلك حتما مطلب بسيط للمسافرين والذي ينتظرونه أن ييسر الراحة ويجنبهم الآثار الجانبية التي قد تؤثر على الدورة الدموية خصوصا تجاه المرضى أو كبار السن أو الذين يعانون أمراض ضغط الدم والسكري وغيرها، هذا ونحن نعلم مما سبق أن هيوستن بخط ال 17 ساعة وجهة كبيرة للمرضى، في كثير منها يكونون في أسوأ حالاتهم الصحية قبل تلقي العلاج في الوجهة الجديدة.
البوينج 777-200 تمنيناها أن تتجاوز درجة رجال الأعمال إلى الأولى ، فهل تعد القطرية خطة قادمة لمساراتها الطويلة أسوة بغيرها لتتوج بها أيضا مسيرة الخمسة نجوم؟
نأمل ذلك، مع أطيب الأمنيات للقطرية بالتوفيق في تدشين وجهة الغد..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق