مداد القلم ... الراية 11 يناير 2009
لست اعني فقط بني إسرائيل ، بل كل من تآمر وتخاذل معهم من الغرب والعرب أيضا ووقف صادحا بصوته في المنابر السياسية التي لم توضع إلا لهم ولم يدخل محافلها سواهم، ولم تقبل مبادرات إلا مبادراتهم ، ليعطوا ضوءا أخضر لإسرائيل مجددا كي تعيث في الارض فسادا بعد أن أعطوها شارة الإنطلاق!
كيف يصرح عباس وسط مجازر غزة الدامية بالأمس: "بأننا لسنا مع المقاومة إذا أدت إلى مقتل شعبنا،" و كأن الحرب علينا تهمتنا لا جريرة العدو!
وكيف يبارك مبارك دخول اسرائيل والخطة المبيتة للحرب ولاستيلائها على معبر رفح وإبادة المحاصرين العزل من حماس بل والمدنيين من أهلهم ومن النساء والأطفال، في الوقت الذي أمر بإغلاق المعبر عن الإمدادات متذرعا بأن إسرائيل لها كامل الحق في السيطرة على الداخل والخارج من أراضيها كون (غزة) (أرضا محتلة).
ويا لأسفنا على الخطاب والموقف العربي الذي تحجم في مصر، بعد أن صنعت تاريخا عربيا مشرفا أيام عبدالناصر!
ان ما تقوم به قوات الاحتلال في غزة من عمليات القصف المتواصلة بالطائرات للتجمعات السكانية والمساجد والمؤسسات التعليمية والجمعيات الخيرية، وقتل الاطفال والنساء والشيوخ من إبادة جماعية يعد واحدة من تلك الجرائم - طبقا للقانون الدولي- والذي اكدت عليه اتفاقية جينيف الرابعة بشأن الأشخاص المدنيين وقت الحرب، من خلال تحريم التعرض للمدنيين واستهداف المستشفيات والأماكن التعليمية والدينية والسكان المدنيين من النساء والأطفال والشيوخ.
إنها جريمة ضد الانسانية وانتهاك لمواثيق حقوق الانسان والمعاهدات، ومخالفة صارخة لكل القوانين والاتفاقيات والاعراف الدولية.
إن ما تقوم به اسرائيل الان من عمليات جرمها القانون الدولي الانساني في اطار مجموعة من الأنظمة والإجراءات القانونية ضمن نطاق المراقبة والمساءلة والملاحقة وفرض العقوبات على مرتكبي الانتهاكات والجرائم التي تسيء لمباديء حقوق الإنسان وتتنافى مع المواثيق الدولية.
إنها جريمة حرب، ولكن هل للمبادئ العامة للقانون الدولي والمعاهدات والمواثيق بعد ذلك شرعية دولية تذكر ؟ وعلى من تطبق؟ ولمصلحة من تصاغ؟ وهل ستكون أدوات للوي أذرعنا نحن فقط؟؟
إنها جريمة حرب، ولكن هل للمبادئ العامة للقانون الدولي والمعاهدات والمواثيق بعد ذلك شرعية دولية تذكر ؟ وعلى من تطبق؟ ولمصلحة من تصاغ؟ وهل ستكون أدوات للوي أذرعنا نحن فقط؟؟
إنها اهم التحديات التي تواجه مؤسسات الامم المتحدة التي باتت جسما نصيرا لأمريكا وابنتها المدللة التي تخترق بل تسير جسم الأمم المتحدة ومنظماته ومواثيقه دون اي رادع اخلاقي او قانوني.؟؟
ناهيك عن ضرب قرار مجلس الأمن رغم - ضعف قوته، وتهلل صياغته- بعرض الحائط والاستمرا ر فيما أقدمت عليه ضمن خطة مبيتة محددة الأهداف.
ولكن في عرف المجتمع الدولي، هل اسرائيل مساءلة الآن فقط بعد تكثيف غاراتها وحربها على غزة ومجازرها الدموية المستعرة؟
لا بل قبل ذلك ، فيجب أن تعاقب اسرائيل على جرائم الحرب المسبقة لأن تجويع وحصار شعب بكامله وحرمانه من كل السلع الأساسية ،يعد جريمة إبادة مبيتة على المدى البعيد، مع ما فيها من نقض لاتفاقية جنيف لعام 1949م وما تنص عليه قوانين الاحتلال.
وهل اسرائيل مساءلة وحدها؟
من البديهي أن اغلاق المعابر يعد مخالفة للقانون الدولي الذي يضمن للسكان المدنيين وفقا لاتفاقية جنيف الحصول على السلع والخدمات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة. أثناء الحروب.
وما دام مع اسرائيل شركاء في المباركة والمسؤولية والسيطرة على المعابر الحيوية والحرب الأخيرة أيضا، فأعتقد بوجوب مساءلة كل من شارك فيها لأن الحصار الذي تفرضه جاء بتأييد وتعاون العالم الغربي وسكوت معظم الحكومات العربية ، ومباركة الحكومة الفلسطينية غير المنتخبة التي سببت لنا تصريحاتها بالأمس غثاء، بل وبتواطؤ أطراف عربية جارة وشقيقة وهذا كله يعد جرماً قانونياً دولياً من أطراف عدة ضد شعب أعزل .
ولكن، إذا كنا نعلم أن اليهود لا "أيمان" لهم، فلماذا تكون لنا أيمان مع من لا أيمان لهم؟ ولماذا تتواطأ معظم دولنا العربية مع اسرائيل بحجة الاتفاقيات الحدودية أو السلمية أو الأمنية؟
إن التاريخ سيشهد على أن الحرب الحالية على غزة احتلال غاشم وإبادة لجماعة ومنتسبي ومدنيي حركة إسلامية غير ممالئة بل يعتبرونها مناوشة وإرهابية رغم مجيئها بالانتخابات، ولكن الحرب لم تكن اسرائيلية أو أمريكية صرفة، إنها تصفية حسابات ومصالح ووعود سياسية ورسم جديد لمصلحة كيان مزروع بيننا بل شرق أوسط سموه "جديدا أو كبيرا" بل هو خادم وخانع وخاضع أكثر منها التزام باتفاقيات بل إنها جريمة حرب منظمة.
في العرف القانوني - حسب ثقافتنا المحدودة والمتواضعة في هذا المجال- تكون العهود والمواثيق الدولية أقوى من الاتفاقيات المبرمة بين جانبين أو المتعددة الأطراف بين الدول.
لذلك نرى أن الخرق القانوني للمواثيق الدولية لا بد أن يخضع للمساءلة القانونية ليس للمحتل الغاشم فحسب، بل لكل من يسر أو شارك أو بارك هذا الحصار وهذا القتل وهذه الجريمة بدعوى التزامه باتفاقيات هشة بين دولتين أو ثلاثة أطراف.
وإلا فلننسف القانون و المواثيق والأعراف الدولية عن بكرة أبيها ولتذهب إلى الجحيم إذا كانت سيفا مسلطا على رقابنا نحن فقط وأداة لإذلالنا وامتهان كرامتنا الإنسانية وإبادتنا عن بكرة أبينا.
وقفة حق:
وقفة حق:
لا يسعنا إلا أن نقف تحية إجلال وتقدير لصاحب السمو على مواقفه العربية الأصيلة تجاه أمته التي استلهمت في العرب جميعا روح النخوة والكرامة ، كما نحيي تلك الوقفة المباركة لصاحبة السمو في قطر وفي تركيا تجاه حماية الأطفال والنساء والمؤسسات التعليمية وحماية العلم والمتعلمين والمدنيين من الانتهاكات الصارخة وقت الحروب.
والتحية موصولة لشيخنا الجليل د. يوسف القرضاوي ولكل مشايخ الأمة الذين وقفوا وقفة حق، ولكل مؤسسة قطرية وعربية وإسلامية وكل امرئ عربي مسلم أصيل وقف في قطر وغيرها لدعم صمود هذا الشعب الأعزل، كشف الله محنته ونصره على العدو.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق