الخميس، 22 أغسطس 2013

تملك في بورتوأرابيا - قطر

مداد القلم ... الراية 22 مارس 2009
..ليست دعاية مجانية  للؤلؤة ........
 بل هذا ما يطالعنا به الإعلان الإذاعي يوميا ليزيدنا إما سعادة وبهجة أو  ألما وحسرة  كل صباح خلال نشرة وطني الحبيب صباح الخير.
وصباحكم خير .... إذا تملكتم  فعلا....
أو كان الإعلان الإذاعي يشحذكم جميعا إلى إطلالة فريدة على شاطئ خيالي ملهم، والذي يشجعكم على التملك فيه الرجل الذي يُمنِّي فيه أسرته ليس بشقة بل بأكثر كواحدة للسكن وواحدة للاستثمار للأبناء في المستقبل.
بورتو أرابيا ، فعلا كما وجدتها في الإعلان إطلالة ساحرة جديدة فريدة من نوعها في قطر ، تستلهم روح فينيس ولكن بمدخل واحد قد يغص بالطوابير والجحافل الجرارة من البشر والسيارات  في أزمة واختناقات مستقبلا إذا لم يعالج المدخل الوحيد.
مدينة جديدة تستلهم التلاحم الحضاري بين الطراز المعماري الحديث والفينيسي كمنتجع يعبر عن تغيير للروتين المدني القطري وتزاوج تعدديات ثقافية في بلد واحد تجمع بين الابتكار العقاري والسياحي، لتوسيع قطاع الاستثمارات العقارية وجذب الاستثمارات الأجنبية بميزة  التملك الحر  حيث سيتمكن مالكو العقارات من  الحصول على تأشيرة إقامة دائمة عند شراء العقار.
وليست مشروعاً سكنيا فحسب، بل تضم الخدمات المختلفة، وأماكن التسوق والترفيه العالمية، وتتسع لأكثر من 35 الف نسمة  بمعايير راقية تضم ثقافات عدة، وكل برج من الابراج يمتلك شاطئه البحري الخاص المطل على البحر على شكل قوس دون وجود أية عوائق أمامه.
كل ذلك جميل ويمثل مستقبلا واعدا لقطر واستثمارا قيما للمالكين للمشروع ولمن تمكن من التملك الحر، ومن سيتمتع من الأجانب  بإقامة دائمة بفضل هذا التملك في منطقة جديدة بما فيها من مد وجزر أرضي و بحري لصناعة شواطئها.
ولكن نعود للإعلان الصباحي اليومي للشركة الاستثمارية  أثناء برنامج  وطني الحبيب لنطلب من وطننا الحبيب وهو من عودنا على الخير دائما في تناول قضايا الوطن والمواطن، أن يناقش التخطيط العمراني في قصة أولئك المواطنين الذين يتمتعون بالتملك الخاص الأصلي لا الاستثماري في منازل تمتد على ساحل البحر أيضا ولكن منذ الجذور التاريخية والجغرافية والديموغرافية  للمدن التي يقطنوها وليس بموجب عقد استثماري.
 يجدر السؤال عن سبب وما هية نزع ملكيات جل منازل المدن الساحلية ، حين أنه تتجدد الدعوة للتملك في سواحل  بورتو ارابيا وغيرها في مدن صناعية؟ وهل ستتحول قطر كلها أو جلها إلى شواطئ استثمارية بطراز حديث يلغي شكل المدينة وأصالتها وطرازها المعماري؟
وهل سيعوض من يرحل عن سكنه البحري إضافة ببديل استثماري على ساحل قوس بحري ممتد في المشاريع الجديدة يسمى شقه أو أرضاً مماثلة بديلة ، وهو الذي كان ينعم بهذا القوس من اطلالة ملكيته الأصلية؟
ومع الشروع في التطوير القائم حاليا، هل يعقل أن تتحول أعمال  الشواطئ البحرية والتي قد تستغرق أعواما إلى ما يخنق المدن وسكانها ويزعج منظرها واطلالتها الجملية باطنان من الرمال والركام تحجب منظر البحر، وتحوله إلى مرتع للعمالة السائبة، ومستنقع للقوارض و الحشرات، وملاذ خطر لتسلق المراهقين بالدراجات النارية  في فوضى مدنية لا تجدر بمدن واعدة آمنة هادئة قض مضجع أمنها حتى قبل نزوح السكان عن سواحلهم أو مدنهم  دون رقيب أو حسيب على الشركات المنفذة من قبل الجهات المختصة بالتخطيط والتطوير والأعمال البلدية والبيئية  في الدولة.
هموم المواطن جديرة بالطرح في شفافية في حلقة خاصة أيها الوطن الحبيب، خصوصا عندما يخسر المواطنون ميزة التملك الأصلي والحر في الساحلين ، ساحل المدن الجديدة ذات الثقافات المتعددة، وساحل المدن العتيقة القديمة الأصيلة، بل وخاسرون أيضا  في المنتصف ما بين وقوع المدن في موقف الخطة وما بين وقوعها في موقف التنفيذ لأنهم وحدهم من سيعفرهم غبار التطوير.
لذلك أعود لمفارقة إعلان بورتو أرابيا- قطر :
هل سيزيدك سعادة وبهجة أو ألما وحسرة؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق