مداد القلم ... الراية 19 ابريل 2009
لا شك أن دولة قطر قد حققت تفوقا إعلاميا دوليا ملحوظا، ونالت شهرة بذت فيها عددا من الدول الرائدة والمحنكة في مجال الإعلام خصوصا وإن الجزيرة في قطر تعد علما على دولة قطر اليوم والتي شبهها البعض بالمعالم السياحية في أي قطر من العالم.
وهذا الإبداع الدولي في مجال الإعلام المرئي لم يواكبه في قطر إعلام على المستوى الإلكتروني أو حتى المطبوع، إذ لم تشهد الساحة الإعلامية القطرية إنشاء وتدشين صحيفة مطبوعة أو إلكترونية دولية قطرية بالتقنيات والمعايير المهنية الدولية إلا ما كان إعلانا قضى منذ عدة أعوام بإنشاء صحيفة دولية مطبوعة باسم الجزيرة.
كلنا يعلم أن في الدولة عددا لا بأس به من الصحف المطبوعة إذا يعد عدد 4 صحف محلية ناطقة بالعربية و 3 صحف ناطقة بالإنجليزية عددا كبيرا نسبيا على دولة بحجم سكان قطر ومساحتها ، خصوصا وإن منهج الصحف المحلية مهما اختلف مسلكه في سياسة التحرير ومنهجية التغطيات والتحليل يظل واحدا خصوصا وإن الصحف في بلد صغير لا يمثل فيه تعددية أيا كان نوعها سواء كانت حزبية أو جغرافية أو ديموغرافية وطنية خصوصا مع تزامن وجود عدد لا بأس به من صحف الجاليات، فتبقى الصحف المحلية مجرد مدونات لأخبار محلية مكررة وأخرى مثلها عبر وكالات في نسخ متشابهة نسبيا، لا تتميز إحداها عن الأخرى إلا في التغطيات الخاصة التي قلما تحصل أو في التحقيقات أو المقالات، والتي يحكمها كلها مهنيا مدى جرأة رئيس التحرير و شجاعته أو خوفه وتهيبه.
ولكن لا بد ان تكون قطر- وسط كل النجاحات الدولية الأخرى التي حققتها- أكثر انفتاحا على المشهد الإعلامي الدولي وتخطيا للحدود الجغرافية حتى على المستوى الصحفي الجديد والأكثر رواجا مع كل ما يرتبط به المجال الكترونيا من مميزات اختص بها من ارتفاع سقف الحرية وآنية التحديث وإبراز الروابط التفاعلية وفتح ساحات النقاش المدون وإمكانية التعليق على الأخبار والتقارير المنشورة آنيا من قبل جمهور دولي وإمكانية تحميل مقاطع فيديو للأحداث الجارية، إلى جانب العديد من المميزات الأخرى التي تفوقت فيها الصحافة الإلكترونية، خصوصا بعد التحديات التي فرضها الإعلام الإلكتروني الدولي ، والتقنيات الحديثة التنافسية التي يسرت شعبيا إنشاء ما يسمى بالصحف الشخصية "المدونات" و "الفيس بوك" بما يلعبانه من أدوار سياسية في تعبئة الشعوب.
نأمل أن تسهم التطورات المتلاحقة للصحافة الإلكترونية على المستوى الدولي في حفز قطر إلى سرعة النفوذ الإعلامي الإلكتروني الصحفي النوعي خصوصا وأن أرضيتها الإعلامية تعد خصبة بوجود الرأي والرأي الآخر ، وإنشاء مهرجانات فيلمية دولية مؤخرا تهييء لتدريب الأجيال على صناعة الإعلام في المجال المرئي ، فضلا عن إرهاصات المستقبل الإعلامي الواعد ممثلا في تدشين البنية التعليمية في هذا المجال ممثلة بإنشاء الكليات الدولية الإعلامية والرؤية المستقبلية لإنشاء المدينة الإعلامية، هذا إضافة إلى البعد السياسي الدولي الكبير الذي تقوم به على مستوى العلاقات والسياسات والوساطات الدولية .
مع كل تلك المؤشرات والإرهاصات ، نتوقع أن تقفز قطر قريبا على المفهوم التقليدي للإعلام، لتكون مقرا نموذجيا لصحافة دولية شاملة أسوة بنجاحها متعدد الأقطاب .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق