الأربعاء، 21 أغسطس 2013

معنى العيد

مداد القلم ... الراية  20 سبتمبر 2009
العيد في اللغة من عاد يعود، وسُمِّيَ العيد عيدًا لأنه يعود كل سنة بفرحٍ مجدد.
ولعل المعني الإنساني في العيد هو أن يلتقي الجميع علي شعور البهجة والسعادة  المشتركة والتواصل والمودة ، لذلك شرع فيه الابتهاج به.
  وقد رخص النبي محمد (صلي الله عليه وسلم) للمسلمين في هذا اليوم إظهار السرور وتأكيده، ومن الأحاديث ما يفيد ذلك، فقد رُوي عن عِياض الأشعريّ أنه شهد عيدًا بالأنبار فقال: ما لي أراكم لا تُقلِّسون، فقد كانوا في زمان رسول الله يفعلونه. والتقليس: هو الضرب بالدف والغناء.
 ورُوي عن عائشة قالت: إن أبا بكر دخل عليها والنبي عندها في يوم فطر أو أضحي، وعندها جاريتان تغنيان بما تَقاوَلَت به الأنصار في يوم حرب بُعاث، فقال أبو بكر: أمزمار الشيطان عند رسول الله! فقال النبي: "دَعْهما يا أبا بكر؛ فإن لكل قوم عيدًا، وإن عيدنا هذا اليوم".
 ورُوي عن أنس قال: قدم النبي المدينة ولأهلها يومان يلعبون فيهما، فقال: "قد أبدلكم الله  بهما خيرًا منهما؛ يوم الفطر ويوم الأضحي".
 لذلك يتوج العيد وبهجته دائما مشاعر السعادة والتواصل الاجتماعي والفرح ، والشعراء خير من عكس مفهوم العيد في يومه بل وفي ليلته قبله لذلك جاء أحمد رامي
ليمنحنا رائعة غنتها أم كلثوم تجدد كلماتها الأمل:
يا ليلة العيد آنستينا
وجددتي الأمل فينا
يا ليلة العيد
هلالك هل لعينينا
فرحنا له وغنينا
وقلنا السعد حا يجينا 
علي قدومك يا ليلة العيد

جمعت الأنس ع الخلان
ودار الكأس ع الندمان
 وغني الطير علي الأغصان
 يحيي الفجر ليلة العيد
بل وربط الشعراء العيد بأسمي مشاعر المحبة لذلك عطف رامي بقوله:
يا ليلة العيد يا نور العين يا غالي
 يا شاغل مهجتي وبالي
 تعال اعطف علي حالي
 وهني القلب ليلة العيد
 قولوا له يا جميل بدري
 حرام النوم في ليلة العيد

 الي الدرجة التي حرم فيها رامي النوم،
 ويفسر سبب ذلك شاعر آخر  فيقول:
 يا ليلة العيد ماذا أنت صانعة
أتقبلين وما لي فيك من أمل              
يستأسد الحب في قلبي فأزجره               
العيد بعد غدٍ لا ما العيد غدٍ   

إني أخاف الجوي يا ليلة العيد
غير اللياذ بأطياف المواعيد
لك للسلامة فارجع غير مردود
العيدُ أنتم فدلّوني علي عيدي  
 وارتباط العيد بالأشخاص أو غيابهم معني أدبي طرقه معظم الشعراء وتنقص عيدهم بغياب محبوبهم أو ممدوحهم، بل استخدمه المتقدمون في المدائح العكسية  مثلما             
هنأ المتنبي العيد بسيف الدولة وليس العكس بقوله:
هنيئاً لك العيد الذي أنت عيده 
ولازالت الأعياد لبسك بعده
وعيد لكل من ضحي وعيدا
تسلم مخروقاً وتعطي مجددا
وحتي عندما عتب المتنبي علي العيد :
عيد بأية حال عدت يا عيد
بما مضي أم لأمر فيك تجديد
عطف عليه سبب شكواه:
أما الأحبة فالبيداء دونهم
 فليت دونك بيداً دونها بيد
 لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي
 شيئاً تتيمه عين ولا جيد
 وبينما لا يبتهج بعضهم بالعيد لغياب المحبوب يجده آخرون مناسبة ليشكوا مر الواقع في سرد للمفارقة بين ما يقتضي مشاعر الفرح ويكون في الوقت ذاته مدعاة الألم ، مثلما قال الشاعر في أحد مواقع الحروب :
العيدُ أقبلَ تُسْعِدُ الأطفالَ ما حملتْ يداه
لُعَباً وأثواباً وأنغاماً تَضِجُّ بها الشِّفاه
وفتاكَ يبحثُ بينَ أسرابِ الطفولةِ عن (نِداه)
فيعودُ في أهدابه دَمْعٌ، وفي شفتيه (آه)
 وفي أخري يطالب العيد بما حمله اسمه من إعادة البهجة التي كانت:
يا عيدُ عُدنْا أعِدْنا للذي فرِحَتْ
يا عيدُ هَلاّ تَذَكرتَ الذي أخَذَتْ 
وهل تَذَكَّرتَ أطفالاً مباهِجُهُم
 هَلاّ تَذَكَّرتَ ليلَ الأَمسِ تملؤُهُ
به الصغيراتُ من أحلامنا فخبا
منّا الليالي وما من كأسِنا انسَكَبا
يا عيدُ في صُبْحِكَ الآتي إذا اقتربا
بِشْراً إذا جِئْتَ أينَ البِشْرُ؟.. قد ذَهَبا
 ويقول في أخري مذكرا بمن فارقهم:
هذا هو العيدُ، أينَ الأهلُ والفرحُ
ضاقتْ بهِ النَّفْسُ، أم أوْدَتْ به القُرَحُ؟!
 وأينَ أحبابُنا ضاعتْ ملامحُهم
 مَنْ في البلاد بقي منهم، ومن نزحوا؟!
 وإن كان الأدب العربي زاخرا بأدبيات العيد وتصويرها المتعدد مما يعكسه من تفاؤل أو تشاؤم ، حزن أو سرور.............
 يبقي العيد يوما حريا بالبهجة والأنس ...
 طاب عيدكم ،،وكل عام وأنتم بخير،،

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق